كلما تقدمت شعرت أني مقبل لا مدبر ،
متفاعل لا مكفهر،
أني شعلة لا تنطفيء
هدفها أن تبني وتقوم وتهب في كل حياتها كل مذهب.

فهاهي اللحظات تمر تَتْرَى
وتختفي عنا بين الورى ،
ولا نرى أنفسنا إلا قد وصلنا سدة الشباب؛ فيبتغي البعض منا الإياب لأحضان ريعان الشباب ،
وينهزم البعض الآخر ويتلاشى في معترك الحياة كالسراب.

عش حياتك أيها الشاب
فما زلت في ريعان الشباب ،
مازلت شعلة واضحة المعالم
ومع كل قول فعل خير و صواب ،
مازلت كرامة رجل تستحق فعلا أن لا تهدر أو تصاب،
مازلت شعلة نشاط لم تنطفئ
فلا تجعل من نفسك ملاذا للإنهزام
وعلمهم
كيف أنك مازلت على دكة الشباب على الدوام
لن تغادرها قط
بإسلوب كيس ، وعقلانية مطلقة، ورجولة متقنة
فلا تتمرد على واقعك وتدمر قيم محيطك ،
وتعلم كيف للعلاقات أن ترمم فلا تنشرخ ،
وتطبب الآهات فلا تتأوه ،
وتعانق السماء بلا حضيض ،
ولتركن لركن مكين فلا تهين أو تستهين،
وترسخ بقيم مجتمعك فلا تنسف،
وتبقى الود مع الجميع فلا تتأسف.

وكن عصيا على الأحزان
متدثرا بالسعادة والأمان في كل لحظاتك
واهبا لمحيطك زلال أعمالك
وجزيل أخلاقك
وقمة تواضعك
ورقي تعاملك.

دمت شابا
قلبك أخضرا
وذاتك خضراء
ونفسيتك ربيعا طلقا مقبلا على كل شؤون الحياة.
دمت إنسانا .

علي بن محيل